لقاء مارس 1

 من باب الاحتياط.. 

الفنان الفلسطيني تيسير البطنيجي

الفنان تيسير البطنيجي

الفنان الفلسطيني تيسير البطنيجي كان من بين المشاركين في لقاء مارس السنوي الذي تستضيفه مؤسسة الشارقة للفنون وعقد هذا العام خلال الفترة من 1 إلى 3 مارس. تحدث البطنيجي خلال اليوم الأول من هذا اللقاء حول تجربته كفنان وتأثير نشأته في قطاع غزة على هذه التجربة لليعيش. في عمله "من باب الاحتياط" الذي قدمه على هامش اللقاء وضع الفنان ماكينة تصوير مستندات، داعياً الجمهور لالتقاط صور لما يحملونه من مفاتيح. شكل مجموع هذه الصور التي عُرضت معاً على الحائط المجاور نسقاً بصرياً لذكريات المشاركين وأمزجتهم الشخصية في ترتيب متعلقاتهم. من ناحية أخرى يحمل المفتاح دلالة خاصة لدى الفلسطيني، فهو مفتاح البيت المسروق الذي تتطلع أجيال عاشت في الشتات إلى العودة إليه. في هذا العمل تتقاطع أسباب الحضور والغياب، فالبيت هنا غائب، غير أن هناك ما يدل عليه ويشي بحضوره.

من باب الاحتياط

 
في كثير من أعمال تيسير البطنيجي سنجد هذه المساحة العالقة بين الحضور والغياب؛ يمكننا  العثور عليها مثلاً في عمله الذي قدمه عام 2014 تحت عنوان "صور الشهداء" وهو عبارة عن مساحة كبيرة على الحائط أشبه بالنصب التذكاري غطاها البطنيجي بنحو 150 صورة مطبوعة بالأبيض والأسود لفلسطينيين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية في نهاية عام 2000. بدت الصور في هذا العمل غير واضحة الملامح، غير أن وجودها معاً شكل على نحو ما شعوراً طاغياً بالحضور. هذه المراوحة بين الحضور والغياب سنجدها كذلك في عمله "جدران غزة" الذي قدمه عام 2001 وعُرض خلاله مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية لجدران غزة المغطاة بطبقات من الملصقات والكتابات والعلامات.




 

وفي سلسلته الفوتوغرافية التي أنتجها بين عامي 2005 و 2006 تحت عنوان "الآباء" يتحرك الفنان الفلسطيني تيسير البطنيجي خارج إطار الصور النمطية للأحياء والمدن الفلسطينية. تتجاوز الصور هذه المشاهد التي نطالعها عبر الشاشات لأحياء مكتظة بالسكان وتفاصيل يومية لحياة مرهقة من العنف ورشق الحجارة والشوارع المليئة بإطارات محترقة. في هذه الصور يتسلل البطنيجي بخفة داخل المتاجر والمقاهي والمصانع وأماكن العمل الأخرى في قطاع غزة ليلتقط صوراً للجدران المكتظة بالبضائع. داخل هذه المساحات المُتخمة بالتفاصيل العشوائية يطالعك دائماً وجه داخل إطار، يظهر الوجه المؤطر من خلف منضدة أو مستقراً على أحد الأرفف، أو مختبئاً وسط مزيج من الأشياء المعروضة للبيع. غالباً ما تتنتمي الصورة الفوتوغرافية إلى الوالد أو الجد المؤسس، وقد يتسع إطار الأبوة ليشمل صوراً للسياسيين، أو حتى لشخصيات أخرى يحمل لها صاحب المكان قدراً من الامتنان.




درس تيسير البطنيجي (1966)  الفن في جامعة النجاح الوطنية في نابلس في فلسطين، وحصل عام 1994 على زمالة للدراسة في الكلية الوطنية للفنون في بورجيه الفرنسية. ومنذ ذلك الحين، ينتقل البطنيجي بين فرنسا وفلسطين حيث ساهمت الثقافتان في تطوير ممارسة متعددة الوسائط تشمل الرسم والتركيب والفوتوغراف والفيديو والعروض الأدائية. غالباً ما تكون أعمال البطنيجي الفنية مشوبة بالهشاشة وعدم الثبات، وهي مستمدة غالباً من التجارب الذاتية والأحداث الجارية والتاريخية.

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يوسف ليمود

فن بلا مخاطر: المعرض العام كمساحة آمنة

حمدي رضا