خيط النور بين أصابع أمي والسماء
خيط النور بين أصابع أمي والسماء، هو عنوان العمل المُشارك في معرض "على مائدة السلطان" الذي يستضيفه متحف لوس أنجلوس LACMA. العمل للفنان العراقي صادق كويش الفراجي، وهو عمل تجهيزي يتكون من شاشات عرض ومجموعة متنوعة من الرسوم بالأبيض والأسود. يستدعي الفراجي هنا تلك المشاعر التي كانت تنتابه حين كان يفوز بقطعة من الخبز الطازج الذي تصنعه أمه وهو صغير. هذا المذاق الفريد الذي يتذكره إلى اليوم يستدعي سيل من الصور والمشاعر والأفكار التي يعبر عنها الفنان من خلال هذا العمل. تشتبك هذه المشاعر والذكريات بتجربة الفنان الذاتية بلا شك كمغترب يسعى للاندماج في محيط ثقافي مختلف. كيف يفكر ويشعر حين يستدعي هذه الذكريات؟ وماذا تعني له اليوم كل هذه الصور البعيدة والغائمة؟
صادق كويش الفراجي، مواليد بغداد سنة 1960، وهو من فناني الشتات العراقي، يعيش في هولندا منذ التسعينيات. درس الرسم والطباعة، ويعمل في الانيميشن وفن الكتاب. عرض صادق كويش الفراجي أعماله على المستوى الدولي، وتوجد أعماله ضمن مجموعات شخصية وعامة، من بينها المتحف البريطاني، والمتحف العربي للفنون الحديثة، ومتحف مقاطعة لوس أنجليس للفنون، ومتحف هيوستن للفنون الجميلة ومؤسسة برجيل للفنون.
تميل أعمال الفنان العراقي صادق كويش الفراجي إلى تقديم سرد ذاتي لتجربته مع الهجرة، وتحمل نوعاً من الحنين عبر ولوج تاريخ عائلته ومدينته بغداد، حيث نشأ. يمكننا أن نلمح هذا التوجه في عمله الذي يحمل عنوان "في البحث عن بغداد الضائعة"، وهو أشبه بسردية بصرية من الحنين والذكريات. يقدم العمل بحثاً مكثفاً وشديد التلخيص حول مدينة بغداد، كما تتمثل في المخيلة العربية والإنسانية أيضاً، وكشاهد على أبرز المراحل في التاريخ العربي والإسلامي، خلفت فيضاً من الإبداع في عديد من المجالات، من أدب وغناء وعلوم وحكايات، لا يزال يتردد صداها إلى اليوم. العمل هو تجهيز مكون من مجموعة من الرسوم والكتابات تحتويها هيئة كبيرة لجسد بشري في وضع الطيران، تمتلئ هيئة الجسد بعشرات الرسوم المطبوعة على شكل خريطة كبيرة لمدينة بغداد القديمة، بينما تتناثر من حوله أسماء عدة عرفت بها المدينة العربية العريقة، كدار السلام والزوراء ومدينة الخلفاء، وغيرها من الأسماء.
أعمال سابقة
على مائدة السلطان، هو أول معرض يقدم الفن الإسلامي في سياق تقاليد الطهي المرتبطة به. يتضمن المعرض حوالي 250 عملاً فنياً يتعلق بمصادر الطعام وإعداده وتقديمه واستهلاكه، من 30 مجموعة عامة وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط. لا يخاطب العرض البصر فحسب، بل يحفز الشهية أيضاً، مذكراً الزوار بالمتعة الجماعية للطعام وأساليب تقديمه. يضم المعرض قطعاً أثرية وتراثية وأعمالاً فنية لهاعلاقة بفكرة الطعام، والتقاليد المرتبطة به في الثقافة العربية والإسلامية. المعرض مستمر حتى 4 أغسطس المُقبل.
-------------------------------------------------------------------------------------------
متحف لوس أنجلوس (https://www.lacma.org/art/exhibition/dining-sultan-fine-art-feasting-0 )
تعليقات
إرسال تعليق