جورج فكري

 

ما هو الفن المعاصر؟

"سؤال بسيط وشائك في آن، موجه للفنانين والفاعلين في مجال الفنون البصرية. هو سؤال بسيط لوضوح معناه، وشائك بقدر ما يحمل مصطلح المعاصرة من التباس في محيطنا. بين المعنى المباشر للكلمة، ودلالاتها كمفهوم ثمة اختلاف وخلاف بالطبع. لا يعنينا الاختلاف حول معنى الكلمة ودلالتها اللغوية، بل الخلاف حول المُصطلح كمفهوم ثابت أو متعدد الدلالات. غير أن ما يهمنا أكثر هنا هو تسليط الضوء على الرؤى الشخصية لهذا المفهوم. تتضمن هذه المساحة نصوصاً لفنانين فاعلين محلياً ودولياً يتحدثون خلالها حول مفهومهم الشخصي للمعاصرة"

(ستنشر هذه النصوص تباعاً على سحابة)

 

 

الفنان جورج فكري

الفنون البصرية المعاصرة لها معاني ومحاولات في التعريف والبحث في سياقها، وهي تتسم بالتغيير الدائم في طريقة البحث، سواء على مستوى المفاهيم أو الأفكار, أو في تناول آليات الطرح لأشكال في الفن لها صفة الجدية والقيمة والبحث والصدق، وأحياناً المغامرة. تتميز الفنون البصرية المعاصرة أيضاً بتناول طرق قد تكون مختلفة وجديدة للتعبير عن تلك المفاهيم. ومن هنا تأتي أهمية آليات التنفيذ في تحويل المفهوم أو الفكرة  لنتاج فني مادي تكون لة دلالة أو هيئة لها صفة المعاصرة، من حيث القيمة أو الجدية والصدق.

وأعتقد أن الخلط المُستمر بين الفن المعاصر والحديث هو أحد إشكاليات السؤال المُباشر والدائم في ( إقليمية المشهد) حول المعاصرة، في معناها ومفهومها العام. يأتي هذا الالتباس في إشكاليات وأمثلة كثيرة ومتعددة، منها قولبة آليات الطرح والتناول في نتاج بعض الأعمال الفنية المعاصرة، أو الاشارة الدائمة الي آليات نجاح هذا الطرح أو ذاك في بعض الأعمال بعينها. ومن هنا تأتي إشكالية (الثوابت) أو (التصنيف) أو (القولبة) في طرح مفهوم المعاصرة وتناولها في المشهد الإقليمي بتلك الثوابت.