عين النمرة.. حين تتحول الصورة إلى ساحة للمواجهة والنجاة
تبدو صور مشروع "عين النمرة" كما لو كانت شذرات من حلم قلق، تحاول أن تُلملم ما تبعثر من الذاكرة وتكسر جدار الصمت الذي يلفّ الحكايات الخفية في الطفولة والبيت والدين والمجتمع. في هذا العمل الفوتوغرافي الذي يتوسل التجريب والتركيب، تخوض الفنانة المصرية هبة خليفة رحلة لإعادة بناء أرشيفها الشخصي، لا بهدف استرجاع الماضي فحسب، بل لصياغة موقف بصري واعٍ، يقاوم العنف البنيوي ويكشف عن التواطؤ الجماعي مع أنماط القمع الموجهة ضد النساء . مشروع "عين النمرة"، الذي عُرض في الدورة الأخيرة من مهرجان آريل الدولي العريق، ينهل من أرشيف العائلة، لكنه لا يُعيد تقديمه كما هو، بل يعيد تركيبه من جديد عبر تقنيات القص واللصق، والكتابة اليدوية، والتلاعب بتفاصيل المشهد. الصورة هنا لا تقف عند حدود التسجيل، بل تصبح وسيلة لإعادة تأويل الذات، ورصد تحولات الجسد والهوية، في سياق معقد من الألم والكتمان . يحمل عنوان المشروع "عين النمرة" دلالة مزدوجة، إذ أن العبارة تُستخدم في سياقات ازدرائية تصف نظرة المرأة المتمردة أو الخارجة عن السياق الاجتماعي المقبول. لكن خليفة تستعيد هذه النظرة وتمنحها م...